إن من معالم الرحمة والتكافل بين المخلوقات أن يتدارك القوي الضعيف ويمد له يد العون حتى وإن كان هناك تناحر قديم بينهما.
فقد ظهر في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي كلب يقوم بإنقاذ قطة عالقة فوق عجلة سيارة، حيث كانت القطة في وضع خطير يهدد حياتها.
وكادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة لولا تدخل ذلك الكلب الشجاع في اللحظات الحاسمة، إذ قام بالتقاط القطة بفمه بكل رفق ثم أنزلها بعناية على الأرض ليطمئن على سلامتها بعد أن أنقذها من موت محقق.
والمثير للدهشة أن هناك عداوة قديمة بين الكلاب والقطط استمرت لقرون طويلة، حيث تتنافس هاتان الحيوانتان على الموارد والغذاء.
كما أن لكل منهما غرائزه الفطرية في مطاردة الآخر. ولكن في هذه الحادثة تجلت قيمة سامية هي قيمة الرحمة، إذ غلبت رحمة ذلك الكلب غريزة العداوة، فمد يد العون لأخته المخلوقة وأنقذها من مصير محتوم.
إن في هذا الموقف درساً بليغاً للبشرية جمعاء بأن الرحمة والتعاطف يجب أن يتجاوزا الحواجز الطبيعية بين المخلوقات.
فإذا كان هذا الكلب قد تجاوز غريزته في مطاردة القطط من أجل إنقاذ حياة أخته المخلوقة،.
فكيف بنا نحن البشر المكرمين بالعقل والإدراك؟ علينا أن نتعالى برحمتنا وتعاطفنا فوق كل الحواجز والفوارق بيننا، وأن نمد يد العون لبعضنا البعض في كل الأحوال.
إن هذا المثال البسيط من سلوك ذلك الكلب يحمل في طياته دروساً أخلاقية عظيمة، تدعونا جميعاً إلى نبذ الأحقاد وتجاوز الخلافات والتناحرات التي لا طائل من ورائها.
والارتقاء بأخلاقنا إلى مستوى يليق بمكانة الإنسان وسمو رسالته في هذه الحياة، فلنكن كذلك الكلب الشجاع الرحيم، ولنمد أيدينا بالعون والمساعدة لكل محتاج دون تفرقة أو تمييز.